كنت شايلة صينية الشاي ورايحة لأمي وأبويا ...سمعتهم بيتكلموا عن شخص حابيين يزحلقوه، بفضول مني حبيت اعرف مين الشخص ده؟! وقلت أكمل السمع ركنت الصينية على جنب ...ياااااااه ده واضح انه شخص خانقهم أوي ..إيه ده دول بيتآمروا عليه كمان ؟ والظاهر إنهم بيحددودا له معاد يخلصوا فيه منه)
ما الواد أخلاق برضه
- لا يا محمد الواد كويس آه، لكن مستواه مش أد كده؟
- مستواه إيه !! ما هو كل الشباب كده؟ العيال هتجيب منين يعني؟
- مقلناش حاجة بس الكفاءة يا محمد!!! يعني يبقى لا شهادة ولا مال؟!!
- م الواد أخلاق برضه ...وكفاية أنه متدين.
- أيوه ... وهي بنتنا اللي كخة يعني؟!
هنا حسيت بجردل مية ساقع بيرن على أم رأسي... كل الكلام ده عليا أنا!!! هوه أنا مضايقهم للدرجة دي... طبعا بكده إتلغى عنصر الفضول ودخل عليا عنصر حب الاستطلاع مشمر عن ساعديه ودخلت الصينية المطبخ وأخدت موقع استراتيجي وركنت فيه وآآآدي قاعدة!!)
العواطلية كتروا!
- بنتنا مفهاش حاجة ، وزي الفل بس إتأخر عدلها .
- هنعمل إيه بأه ما هو أنت عارف .. البلد حالها واقف ومفيش شغل والعواطلية كتروا.
(ما شاء الله دي هتدخلني في السياسة كمان!!! وأنا مالي أنا ومال العواطلية!!)
- أنا بقول نخليها تشوف الواد ده وخلاص يمكن يحصل النصيب .. ولو إن الواد تنح.
- والله ما أعرف يا محمد البت أخواتها كلهم اتجوزوا ما فضلش غيرها..ونفسي أطمن عليها.
- هنعمل إيه يعني ؟ ما أنتي شايفة اللي بيتقدم شكله ايه؟
( حسيت بحركة أبويا قايم من على كرسيه..جريت من موقعي ودخلت المطبخ أعمل الشاي من جديد)
(يالهوي ..للدرجة دي أنا تعباهم؟ ولو وافقت على أي حد بيجي هيسترحوا يعني!! خلص الشاي ورجعت بالصينية لأمي والدمعة هاتفر من عيني ...ما هو نفسي صعبت عليا برضه ...وقررت أنكشها عشان تفتح الموضوع).
- عملتلك شاي مزبوط إنما إيه كده..اشربي يا حاجة وروقي أعصابك.. أمال بابا فين (بستعبط طبعا).
- بيتوضى.
- ومالك مكشرة كده ليه؟!
- ولا حاجة
(مدت إيدها على كباية الشاي وحسيت بسؤال هيتزحلق من لسانها...فقلت أسيبها.. هي مستوية جاهزة ...و هاتتكلم لوحدها)
- بقولك إيه يا صابرين هو مفيش شباب عندكم في الشغل؟!
- إيه السؤال العجب ده يا آمه ...طبعا في ...ناوية تتبني حد ولا إيه؟
- يعني محدش منهم يتقدم لك؟
( تنحت بشكل مقرف ..وضربت بخيالي في محيط عملي ..لقيت الشباب زمايلي مابين صنفين يا إما شباب هايف يا إما شباب بيئة..يعني م الآخر كده مفيش منهم رجا)
- ولو حد أتقدم يعني...هتوافقي؟؟ (حسيت بوشها بيتهلل استبشارا وابتسمت لغاية ما بانت النغزة على خدها اليمين)
- يعني في حد أتقدم بالفعل؟؟
- يا ستي بيجي ...هو أنا عشان ما بحكيش يبقى حالي واقف ولا إيه!!
- مين بأه؟
- ما بلاش..مش عاوزة أغم نفسك.
- لا لا لا قولي والنبي.
- واد كده زميلي ..بس حالته المادية طيييين مرتبة يا دوب ع الأد، وماعندهوش لا شقة ولا دياولو وبيعيل أخواته الأربعة زائد أمه طبعا.
فكيها يا أم العيال
( فجأة تحولت الابتسامة لتجهيمة غريبة وبصيت في عينها لقيت دمعتها محبوسة ..بصراحة أنا مش عارفة الدمعة دي كانت ليه صعبت عليها ولا الموقف نفسه صعب!!! مش عارفة)
- فكيها يا أم العيال ...مش قلت لك بلاش أغم نفسك...ما تلحييش عليا ف السؤال بعد كده
- ده إيه القرف ده؟ هي الناس أتعمت ولا إيه؟ ما هو بناتنا زي الورد وما بيجيش اللي بيقدرهم ليه؟؟ عندك فايزة بنت خالك أحمد دكتورة و معاها عربية ومستواها حلو..مش ليها زمايل دكاترة برضه؟؟ ولا اتعموا دول كمان!!! وعندك بنت الحاجة نادية جارتنا بنتها وصلت 28 ولسه ما أتجوزش والبت بتروح النادي ولها صحاب كتير، ومحدش بيجيلها برضه !!!! وعندك...
- خلاص يا آما ...والنبي ما تزعلي نفسك كده... لو جه حد مناسب أنا على استعداد أشوفه.
(حسيت بأني رميت لها حبل الإنقاذ ..أخدت نفس عميق رد لها الروح) وقالت :
- في واد بيصلي مع أبوكي في الجامع ، عنده 28 سنة ومهندس وساكن في آخر الشارع.
قاطعتها: خلاص هاتوه لما نشوف أخرتها
- إيه رأيك في الخميس اللي جاي بعد العشا؟
ردت بقرف : خلاص يا ستي هاتيه.
طفحت كباية الشاي بصعوبة وقمت على أوضتي ...لما نشوف أخرتها إيه يا مهون هون.
كنت غرقانة في سابع نومة بعد يوم مرهق في الشغل ...صحيت على صوت أمي العزيزة.
- انت لسة نايمة!!! الراجل قرب يجي.
- راجل مين؟
- راجل مين؟ العريس ياصابرين قومي بأه.
( رميت لحافي على جنب وأنا أتمتم بكلمات الامتعاض بصوت خافت خوفا من ان تسمعني أمي وانكد عليها في يوم زي دة)
- هتلبسي إيه؟
- العباية البيج بالايشارب بتاعها.
- عباية إيه !!! لا البسي التايير الفسدقي ...بلاش العباية بدل ما يفكرك معقدة وإرهابية!
- طيب بلاش.
- أبوكي جاب جاتوه وطبق حلويات شرقية... هنقدم معاهم الحاجة الساقعة والشاي بس؟؟؟
- بس إيه!!! ما تدخليه المطبخ معانا أحسن...هوه مش هيقعد ساعتين ويمشي؟ ولا ناوي يتعشى!!
- وماله يا بنتي ؟!
- ماله إيه؟!... استغفر الله العظيم ...هروح ألبس.
(بعد ساعة تقريبا رن جرس الباب وفتح له أبويا العزيز ووقفت من موقعي أترقب شكله شهقت شهقة كان قلبي هيقف فيها... إيه اللي لابسة ده)
قعد العريس مع أهلي يجي نص ساعة ودخلت وسلمت شفويا وقعدت وتفضل والدي بتقديم العريس
- ده مصطفى مغاوري مهندس في شركة .. وابن حلال وطيب بيواظب ع الصلاة معايا.
- أهلا وسهلا
(وطالت لحظة الصمت وسيادة العريس كما أبو الهول الرد على قد السؤال و كنت بتأمل لبسه كان لابس بنطلون كحلي وبلوفر مشجر بألوان زاهية والقميص كان كاروهات...طبعا الشكل العام للعريس كأن أقرب للوحة من الفن التشكيلي لفنان مبتدئ..)
وسأله والدي عن مرتبه فقال وكله فخر ونشوة:
- أنا يا عمي باخد 500 جنية بحالهم.
(بلعت ريقي من الدهشة لأني لما فكرت فيها لقيت أن لأهله نسبة من المرتب غير إيجار الشقة دة إذا كان معندهوش فما بالكم بمصاريف الحياة اليومية!!!) - وعندك شقة على كده؟
( سؤال طرحته أمي ...وكان بودي أحط ايدي على بؤها ....شقة اية يا غالية بيقولك بيقبض 500 يادوب تجيب له شقة بطيخ)
- بصراحة لأ مجبتش ، بس محوش مبلغ أدفع بيه مقدم لشقق الإيجار الجديد.
- مش مهم يا ابني ... احنا بنشتري راجل.
( راجل !!! وأنا عاوزة أشتري استقرار، قلت لما أسأل أنا بأة لان الوضع مقلق حتى الآن)
- بتقضي يومك إزاي؟
- والله انا من الساعة 8 لغاية 4 ...قولي كده بوصل البيت 5 يادوب أتغدى وأنام وأصحى أشرب كباية الشاي مع الحاجة .وأنزل أشربها تاني مع أصحابي ع القهوة.
(قهوة!!! هو بيتفضل في المرتب حاجة عشان تصرفه ع القهاوي!!!)
- على كده مفيش أي موهبة أو رياضة بتمارسها؟
- هاهاهاهاها لا طبعا معنديش وقت.
- طيب إيه طموحك في الحياة؟
(رد ببلاهة) :
- هه!! يعني القناعة كنز.... بصراحة وأنا راضي بحالي كده.
( حطيت لساني في بؤي وسكت وفتح أهلي كذا موضوع عام كشف عن مدى سطحية التفكير أقصد القشور الباقية من التفكير وعدت الساعتين تقال على قلبي....يا ربي واحد مرتبه يا دوب ع الأد . ومالوش طموح ولا حتى حلم وما يعرفش الدنيا ماشية إزاي وله نفس يخطب ويتجوز!!! وعجبي...قام العريس وروح)
الصدمة ماكنتش في العريس بصراحة... الصدمة كان في سؤال أهلي عن رأيي!!!
وكان الحوار ساخناُ و محتداً والحق يتقال كان واضح إنهم مش مقتنعين بالمرة بالعريس لكنهم في الأول والآخر أهل وبلتمس لهم العذر في إنهم نفسهم يفرحوا بيا... لكن الفرح بالعقل يا