***[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ]***
( افعل ما شئت ؟!؟ كما تُدين تُدان !!! ) توضيح اخر !!!!
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين ،
وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم باحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكفّ عن إلقاء اللوم على غيره ،
ويتساءل دائماً في حيرة وقلق :
لماذا لا يوفقني الله لطاعته ؟
لماذا يجعلني من أهل معصيته ؟
لماذا يبتليني بالأمراض والضعف في بدني ؟
لماذا يكدر عليّ معيشتي ؟
لماذا لا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور ؟
لماذا يبتليني بالهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر ؟
لماذا يوقعني في المصائب والفشل والبلايا ؟
لماذا يبتليني بالغضب وضعف البصيرة ؟
ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ،
فسبب تلك الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه !
قال تعالى : --
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
>>>[165: سورة آل عمران]<<<
وقال تعالى :--
{ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ }
>>>[79: سورة النساء]<<<
وقال تعالى :--
{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ}
>>>[30: سورة الشورى]<<<
فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان !!
ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها .
قال تعالى : --
{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا }
>>>[72: سورة الأحزاب]<<<
وقال تعالى : --
{إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}
>>>[6: سورة العاديات]<<<
قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما : كفور جحود للنعم .
وقال الحسن : هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم . وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير.
هكذا أنت أيها الإنسان ! أنت الظالم الجاهل .. الكفور الكنود .. الجحود لنعم الله تعالى ..
إلا من رحم الله عز وجل من عباده الصالحين
{ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
>>> [13: سورة سبأ ]<<<
كيف تشتكي وأنت القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك ؟
وكيف تتبرم وأنت الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على قلبك ؟
وكيف تتظلم وأنت الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك ؟
ومع ذلك تستغيث : العطش العطش !!
فليس منك أضر منك على نفسك كما قيل :
ما تبلغ الأعداءُ من جاهل
ما يبلغ الجاهل عن نفسه
- فأنت الظالم وتدعي أنك مظلوم .. وأنت المعرض وتزعم أنهم طردوك وأبعدوك !!
- تولي ظهرك الباب .. بل تغلقه على نفسك .. وترمي مفتاحه وتضيعه وتقول :
دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى
دخولي سبيل بينوا لي قصتي !!
كن عاقلاً !!!!
* أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛
لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح .
وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ،
فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ،
ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم .
ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ،
فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك .
قال تعالى : --
{ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
>>>[ 16 : سورة التغابن ]<<<
فيا عبد الله !
- إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك .
- وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك .
- وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ،
وإعراضك عن خالقك وفاطرك . فانظر في نفسك . ودققّ النظر ،
فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك . أما إذا لم تر ذلك ، فالأمر كما قال الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ
وينكر الفم طعم المـاء مـن سقـم !!!
قال تعالى : --
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
>>>[ سورة الزلزلة ]<<<
كفى مخادعه ؛؛؛؛؛
فيا من تشكو وتتظلم وتتبرم !
- أين أنت من القيام بواجب العبودية لله عز وجل ؟
- أين عبودية قلبك ؟ - أين عبودية لسانك ؟
- أين عبودية جوارحك ؟
- أين أنت من الصلاة ؟
- أين أنت من الزكاة ؟
- أين أنت من الصيام ؟- أين أنت من الحج ؟
- أين أنت من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟-
أين أنت من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران ؟
- أين أنت من مصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم ؟
- أين أنت من ترك صحبة الأشرار وتكثير سوادهم ؟
- أين أنت من مزاحمة العلماء بالركب وحضور مجالسهم ؟
- أين أنت من الاهتمام بشؤون المسلمين والدعاء لهم والتألم لآلامهم ومصائبهم ؟
- أين أنت من صدق الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء ؟
- أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك ؟
- أين شكرك للنعم وأنت تستخدم نعمه في محاربة ليلاً ونهاراً ؟
- أين حفظك للرأس وما وعى ؟
- أين حفظك للبطن وما حوى ؟
- أين ذكرك للموت والبلى ؟
- فالعين منك مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض للعهر والفجور !!
، وتدعو إلى الفساد والرذيلة !!!!
- واليدُ : جعلتها وسيلة لإيذاء من لا يحلُّ لك إيذاؤه ، أو لمس ما لا يحلُّ لك لمسه ،
أو تناول مالا يجوز لك تناوله !!!
- الرجلُّ : وظفتها في السعي إلى الحرام ، وإيذاء عباد الله الصالحين ،
بدلاً من السعي إلى الطاعات وإقام الصلوات !!!
- والقلب يهوى ويتمنى ..
- والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه .
قال تعالى :--
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون & يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ }
>>>[ 24 ؛ 25 سورة النــور]<<<
سبيل النجاة
* أخي المفرّط !
هذا بعض ما جَنَتْه يداك . وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعر :
{لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }
>>> [ 22 : سورة ق ]<<<
* أما في الدنيا : فأنت من أعظم الناس غروراً . ترجوا النجاة ، وتأمل السعادة والراحة ،
وتطمع في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ، مع أنك دائم السير في الطرق الموصلة إلى أضداد هذه الأمور .
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليَابَسِ
يقول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: --
« ما جفّت الدموع إلاّ لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلاّ لكثرة الذنوب » (3).
ولاشكّ أنّ صاحب القلب القاسي يكون عديم الاحساس وضعيف العاطفة تجاه العائلة ،
ويتعامل معهم في منتهى القسوة ، ثم إن الذنوب تجلب البلاء وتنقص الرزق ،
قال الإمام علي رضي الله عنه محذّراً : --
« .. توقّوا الذنوب فما من بليّة ولا نقص رزق إلاّ بذنب حتى الخدش والكبوة والمصيبة » (4).
.. .. ..
اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ؛؛؛
لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ؛؛؛
و أعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ؛؛؛
فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له إلا هو
( ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )
.. .. ..
احفظ الله يحفظك
***[ الأســـ الجـــ اخوكم في الله ــريـــح ــــــد ]***
( رب اغفر لى ولوالدى & رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا )